شباب كفركلا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأوضاع المعيشية في إسرائيل.. يألمون كما تألمون

اذهب الى الأسفل

الأوضاع المعيشية في إسرائيل.. يألمون كما تألمون Empty الأوضاع المعيشية في إسرائيل.. يألمون كما تألمون

مُساهمة  ابو يوسف الجمعة 7 مايو 2010 - 9:28

يُعدّ الجانبُ الاقتصادي في معادلة الصراع مع العدو الصهيوني واحداً من أهم الجوانب التي يُلجأ إليها عادة في تحديد عوامل القوة والضعف، وملامح النصر والهزيمة في أي صراع وجودي.

ولعل العنصر الاقتصادي -الذي لا تنكر أهميته في عصرنا الراهن- بات (شماعة) المهرولين إلى التطبيع مع العدو الصهيوني والساعين لإنهاء مظاهر هذا الصراع بشتى الوسائل والذرائع، ولو كان المقابل التفريط في الأرض والسيادة والحرية، والإقرار باغتصاب جزء كبير من فلسطين المحتلة لتحقيق ذلك.

فقد تحول الحديثُ عن صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي يعانيها الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وخارجها في الشتات إلى (أسطوانة مشروخة) لا يملّ أصحابُها تَكرارَها لتسويغ مخططاتهم التفريطية بغية إرضاء (السيد!) الأمريكي وربيبته الصهيونية في منطقتنا. وبات الكلام عن معدلات الفقر والبطالة وقلة الموارد والسيولة المادية للسلطة والحصار الاقتصادي لقطاع غزة ذريعةً معقولة لاستنزاف ثبات الشعب الفلسطيني ومطالبة مجموعات المقاومة فيه بالتنازل والتهاون وإبداء اللين والمرونة إزاء الأطروحات الإسرائيلية الأخيرة، ومنها على سبيل المثال: اتفاق التهدئة المبرم أخيراً.

وعلى الرغم من الأكذوبة التاريخية التي روج لها دعاة الصهيونية العالمية بتحويل "أرض الميعاد" وفق الاعتقاد اليهودي، إلى "جنة" على وجه الأرض، ودعوة اليهود للهجرة إلى فلسطين بوصفها منتجعاً سياحياً اقتصادياً سيعيش في حالة مثالية من الرفاهية الاقتصادية غير المعهودة في تاريخ البشرية، فإن الأرقام والإحصاءات الإسرائيلية الأخيرة باتت تكذب هذا الادعاء وتفضح زيف الحلم الصهيوني بالنسبة ليهود العالم.

ففي دراسة تناولت الأوضاعَ الاجتماعية في إسرائيل لعام 2007م، الذي تعده دائرةُ الإحصاء المركزية الإسرائيلية سنوياً، كشف الاستطلاعُ عن جوانب كثيرة لعمق الأزمة الاقتصادية الاجتماعية داخل الكيان الصهيوني، وشمل الاستطلاع عينة بلغت 7400 شخص من أعمار 20 عاماً وما فوق، ويبرز التقرير في جوانب عدة الفجوةَ الكبيرة في الأوضاع الاجتماعية بين العرب واليهود، فنسبة البطالة بين العرب هي ثلاثة أضعاف النسبة بين اليهود، ومعدلات الفقر تفوق ثلاثة أضعاف النسبة بين اليهود.

وفي حين تصل نسبة الفقر بين أطفال اليهود إلى 20%، فإنها تبلغ بين أطفال العرب 63%، كما أن نسبة الفقر العامة بين اليهود هي 15%، وبين العرب تصل إلى 47%.

ويشير الاستطلاع إلى أن 20% من الذين شملهم الاستطلاع يضطرون للتنازل عن الطعام في أحيان مختلفة، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، و15% اضطروا للتنازل عن أدوية حيوية لعلاجهم، برغم كون هذه الأدوية مدعومة حكومياً، كما أعلن 46% أن دخلهم الشهري لا يكفيهم لاحتياجاتهم اليومية، وقال 54% إنهم راضون عن أوضاعهم الاقتصادية، إلا أن نسبة الرضا بين الرجال تصل إلى 57% في حين تهبط عند النساء إلى 51%. وعند المواطنين العرب تهبط إلى 46%، أما اليهود من أصول أوربية وغربية فإن نسبة الرضا بينهم ترتفع إلى 68%، في حين تهبط بين اليهود من أصول شرقية إلى 54%.

وفي حين يرى 46% من المستطلعين أنه ليس في إمكانهم تغطية جميع تكاليف عائلاتهم وبيوتهم الشهرية، فإن 64% من العرب أعلنوا أنهم لا يستطيعون تسديد احتياجاتهم الشهرية، مقابل 43% من اليهود. وأعلن 34% من الذين شملهم الاستطلاع أنهم اضطروا للتنازل عن أدوات تبريد أو تدفئة في بيوتهم بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والفجوة هنا كبيرة بين العرب 63% وبين اليهود 29%، ولكن بين اليهود أنفسهم هناك فجوات، فقد أعلن 44% من المهاجرين الذين هاجروا إلى إسرائيل منذ عام 1990م وحتى الآن، أنهم تنازلوا عن أدوات التدفئة والتبريد.

وأعلن 65% أنهم تنازلوا عن علاج الأسنان، إلا أن 40% فقط أعلنوا أنهم اضطُروا للتنازل عن العلاج بسبب الأوضاع المالية السيئة، وهذه النسبة ترتفع بين العرب إلى 66%، أما بين اليهود فإنها تهبط إلى 34%. ويبدي 52% من العرب عدم قناعتهم بهذا النوع من التأمين الصحي، في حين إن هذه النسبة تهبط إلى 19% بين اليهود.

إلا أن المفارقة تبرز عند سؤال العينة عن توقعاتهم المستقبلية للأوضاع الاقتصادية، فقد عبر 44% من الذين شملهم الاستطلاع عن قناعتهم بإمكانية حدوث تحسن لأوضاعهم الاقتصادية في السنوات الخمس المقبلة، مقابل 12% توقعوا ازدياد سوئها، وكان التفاؤل لدى العرب أكبر من اليهود، إذ بلغ 53% من العرب، مقابل 43% من اليهود.

وعلى الرغم من موجة الغلاء الطاحنة التي تضرب بأطنابها في العالم بأسره وتحرم الفقراء حتى من لقمة العيش الضرورية والتي وصلت أصداؤها إلى "أرض الميعاد" و"الفردوس الأرضي" اليهودي، فإن كثيراً من المحللين الاقتصاديين كانوا يتوقعون واقعاً أقل بؤساً وسوداوية من الذي أظهرته نتائجُ الاستطلاع، فالكِيان الصهيوني معروف باعتماد اقتصاده على المعونات الاقتصادية الأمريكية السنوية، التي تقدر بثلاثة مليارات دولار، كما أن الشركات الإسرائيلية لا تعدم إيجاد أسواق لتصدير أسلحتها والتكنولوجيا الدقيقة المشهورة بها، ومع ذلك، فإن الواقع إذ يصدم أصحابه إزاء تراجع قدرة الكيان الصهيوني الاقتصادية، فإنه يمثل مصداق قوله تعالى فيهم: {إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ} [النساء: 104]، فهل يقلع من يراهن على السلام مع العدو بذريعة ضعف قدراتنا الاقتصادية عن "النعيق" بذلك؟!.

ابو يوسف

عدد المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 10/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى