شباب كفركلا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصراع بين حماس وفتح بأعين إسرائيلية

اذهب الى الأسفل

الصراع بين حماس وفتح بأعين إسرائيلية Empty الصراع بين حماس وفتح بأعين إسرائيلية

مُساهمة  ابو يوسف الجمعة 7 مايو 2010 - 9:20

ليس لأحد أن يسعد بالخلاف بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة فتح؛ كما هو الحاصل في الكيان الصهيوني!.

فالخلاف الذي كان ينصب بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ بات الآن -بالدرجة الأولى- بين الفلسطينيين بعضهم مع بعض!!.

والحجارة التي كانت تلقى على القوات الإسرائيلية المدججة بالسلاح في الضفة الغربية وغزة؛ باتت اليوم تلقى على المسلحين من حماس أو فتح!.

والاعتقالات التي كانت تجري على يد القوات الإسرائيلية في الأمس؛ باتت اليوم تجري على يد الفلسطينيين أنفسهم، بِغضِّ النظر عن المخطئ والمسيء.

البعض ذهب إلى اعتبار أن الانتفاضة الفلسطينية الثانية -التي أشعلتها زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون للمسجد الأقصى- انتهت، وبدأت الآن الانتفاضة الثالثة، التي اشتعلت بين الفلسطينيين أنفسهم؛ رداً على المواجهات المسلحة بين الفصيلين الرئيسين -اليوم- على الساحة السياسية في البلاد.

ولا تخفي الوسائل الإعلامية الإسرائيلية انحيازها إلى جانب حركة فتح؛ التي تراها أكثر ليناً في سبيل المصالحة مع الإسرائيليين، وتقديم التنازلات المتوالية؛ على الرغم من عدم حصولها حتى الآن على أي شيء لصالح الفلسطينيين، ما عدا المناصب القيادية التي حصل عليها أعضاء فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، بدعم من الإسرائيليين، ومباركة من الأمريكيين!!!.

ولا يكاد أي خبر يتعلق بحركة حماس إلا تسابقت الصحف والوسائل الإعلامية الإسرائيلية على ذكره، مع بعض المعلومات الإضافية؛ التي تحاول بها إظهار حماس بمظهر الحركة الظالمة المستبدة، لدرجة بدأت فيه باستخدام مصطلحات مثل (انقلاب على الشرعية) لوصف حماس، على الرغم من أن الانقلاب كان من قبل حركة فتح، على شرعية الحكومة الفلسطينية، المنبثقة من مجلس تشريعي (برلمان)، منتخب بطريقة حرة، تضاهي الانتخابات العربية (النزيهة) التي تدعيها بعض الدول العربية!!

وتحفل وسائل الإعلامية الإسرائيلية بالأنباء التي تتحدث عن حركة حماس.. على سبيل المثال: حاولت صحيفة (هارتس) الإسرائيلية -يوم السبت 23 يونيو- إظهار الموقف الرسمي المصري معارضاً حقيقياً لحركة حماس، بإيراد مقتطفات من كلمة للرئيس المصري حسني مبارك، في القمة الأخيرة التي جرت في شرم الشيخ على البحر الأحمر؛ عندما استضاف مبارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.

وقالت الصحيفة آنذاك: "وصف الرئيس المصري حسني مبارك استيلاء حماس على غزة بالانقلاب، محذراً من أن النزاع المسلح مع حركة فتح (المعتدلة) يمكن أن يؤدي إلى إقامة دولتين فلسطينيتين.. وقال في أول ملاحظة له بعد انتزاع حماس السيطرة على غزة: إنه يريد طمأنة فتح ورئيس السلطة الفلسطينية بدعم مصر لهم"!!.

واسترسلت الصحيفة بذكر القمة؛ باعتبارها تأكيداً لدعم القاهرة لفتح، على حساب حماس، مشيرة إلى أن مصر قامت بنقل سفارتها من غزة إلى الضفة الغربية. ولم تكتف عند هذا الحد؛ بل أشارت إلى جماعة الإخوان المسلمين في مصر؛ باعتبار أن القاهرة باتت تخشى من تنامي نفوذ الإخوان المسلمين في فلسطين ومصر، بعد الفوز الذي حققته الحركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، في الدولتين العربيتين.

وفي مقالة نشرتها الصحيفة الإسرائيلية ذاتها بدايةَ المواجهات بين حماس وفتح؛ كتب الصحفي صموئيل روسنر يقول: "إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي خسر نصف السلطة الفلسطينية؛ دعا مؤخراً إلى عقد لقاء مع أولمرت"، مفسراً ذلك بالقول: "إن عباس بدأ يرى أولمرت آخر الحصون ضد أصولية حماس التي استولت على قطاع غزة، ومنعها من الحصول على موطئ قدم في الضفة الغربية"!!.

وتنقل صحيفة معاريف الإسرائيلية -بتاريخ 19 يونيو الماضي- تصريحاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي، قال فيه: " إن انتصار حماس في غزة، هو إنجاز كبير لإسرائيل؛ لأنه يتيح الفرصة أمام إجراء محادثات مع الحكومة الصديقة لحركة فتح في الضفة الغربية، وكسر السياسة المجمدة التي نشأت بعد الحصار على حكومة حماس".

وتتهم الصحيفة حركة حماس بموالاة إيران!! مدعية أن الانتصار الذي حدث في غزة هو انتصار لطهران، التي تحاول دعم التنظيمات المتطرفة بمنطقة الشرق الأوسط؛ حسب ادعاءات الصحيفة!!.

ومحاولةً -أيضاً- لتقديم وجهات نظر من داخل فلسطين؛ تنقل صحيفة (هارتس) الإسرائيلية -بتاريخ 3 سبتمبر الحالي- تصريحات لمروان البروغوثي (القيادي في حركة فتح، الذي يمكث في السجون الإسرائيلية، وتنوي تل أبيب إطلاق سراحه لدعم موقف فتح) بقوله: "إن حماس قادت انقلاباً دموياً، عبر استيلاءها على السلطة في غزة".

وفي حين تتغاضى الصحيفة عن كون البرغوثي معتقلاً بتهمة القتل، ومحكوم عليه بالسجن المؤبد؛ تؤكد الصحيفة أن البرغوثي قد يطلق سراحه في صفقة تبادل مع الفلسطينيين، معتبرة أن ما يحاول البرغوثي فعله هو التأكيد على الوحدة الوطنية الفلسطينية!.

وتنقل الصحيفة عن البرغوثي تهديداته لحماس بقوله: "الكرة الآن في ملعب حماس، إنها لم تقم بشيء حتى الآن؛ سوى احتكار السلطة واستعمال القوة! ومن الواضح أن الطريق للحوار معها مغلق"، معتبراً أن ما قامت به حماس هو: "ضربة كبيرة للتجربة الديمقراطية الوليدة" في فلسطين!!.

صحيفة (جيروساليم بوست) الإسرائيلية دافعت عن الإجراءات التي تقوم بها حركة فتح في مواجهة حماس، في الضفة الغربية وغزة، موردة عدة تقارير أواخر شهر أغسطس الماضي، عن مواقف فتح، التي وصفتها (بالإيجابية).

وكتبت تقول عن قرار السلطة إغلاق الجمعيات الخيرية الإسلامية: "إن قرار السلطة الفلسطينية القاضي بإغلاق عشرات الجمعيات الخيرية الإسلامية؛ يهدف إلى منع حماس من استغلال هذه المؤسسات، بغسيل الأموال". متبنية -بذلك- رأي وزير الإعلام في السلطة الفلسطينية رياض المالكي؛ الذي ادعى حدوث غسيل أموال لصالح حركة حماس عبر هذه الجمعيات الخيرية.

وتعد الجمعيات الخيرية الفلسطينية من المعاقل الأخيرة التي تقدم للفلسطينيين اليسير من الأموال والمساعدات الإنسانية والغذائية، في وقت يرزح فيه الفلسطيني تحت ثقل الحصار الإسرائيلي والدولي، منذ وصول حركة حماس إلى لحكم.

وفي هذا الصدد كتبت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية تقول: "إن الحكومة الإسرائيلية قررت -بدعم من الأمريكيين، فرض حصار على الفلسطينيين، بعد وصول حماس للسلطة؛ من أجل دفع الفلسطينيين للتململ من حكومة قادت معها الحصار والفقر، وتنمية السخط الفلسطيني ضد الحركة المسلحة".

وترى صحيفة (جيروساليم بوست) في حديثها عن إغلاق المنظمات الخيرية الفلسطينية؛ أن الحكومة التي تشكلت في الضفة الغربية رداً على حكومة حماس؛ لم تأت إلى الحكم إلا قبل شهرين فقط؛ وعليه؛ فهي غير مسؤولة عما كان يجري في السابق، محاوِلة الدفاعَ عن حكومة فتح، وقراراتها، مهما كانت، طالما أنها موجهة ضد حركة حماس!!.

أما ما تقوم به حماس في بعض الأحيان، من ردود على تجاوزات حركة فتح، أو الموالين لها؛ فإن الوسائل الإعلامية الإسرائيلية تظهره دون التجاوزات؛ لإلقاء اللوم كله على حركة حماس، وإظهارها بمظهر الخارج على القانون، الظالم للشعب الفلسطيني!!.

على سبيل المثال: حظيت محاولة القوة التنفيذية السيطرة على احتجاج أنصار فتح في أثناء صلاة الجمعة -بتاريخ 31 أغسطس الماضي- بتغطية واسعة؛ ركزت فيها الوسائل الإعلامية على ما قامت به القوة التنفيذية، دون أي ذكر لما قام به أنصار فتح!.

وكتبت صحيفة (جيروساليم بوست) العبرية، تحت صورتين؛ تظهر الأولى عناصر من القوة التنفيذية تحاصر أنصار فتح أمام أحد المحلات، وتظهر الثانية شخصاً من أنصار فتح في سيارة تابعة للقوة التنفيذية؛ تقول: "بدأت موجة العنف يوم الجمعة، عندما بدأ رجال حماس باستخدام القوة لتفريق حشود المصلين، عبر إطلاق النار، وضرب المتظاهرين والصحفيين"!!.

وبانحياز تام تابعت الصحيفة بالقول: "إن نحو 20 شخصاً جرحوا في الاشتباكات، بينهم صحفيون فرنسيون وأطفال". وأضافت "إن احتجاجات فلسطينية مماثلة خرجت يوم الجمعة الماضية، ضد تفرد حماس بغزة، أسفرت عن إصابات ومضايقات ضد الصحفيين"!!.

وعن تلك الأحداث، كتبت صحيفة (هارتيس) الإسرائيلية تقول: "إن حركة حماس فرضت حظراً على عقد صلاة الجمعة في الأماكن العامة، بعد أن اندلعت مظاهرات من قبل (عشرات الآلاف) من مؤيدي فتح في غزة! في تحد واضح مباشر لحماس وقوتها التنفيذية!"، منهية التقرير بالقول: "إن العلاقة بين فتح وحماس تمزقت بعد أن استولت حماس (بطريقة عنيفة) على قطاع غزة، بعد خمسة أيام من القتال الوحشي في يونيو الماضي.. ومع أن عباس رد بإقالة الحكومة؛ إلا أن الحركة استمرت بإدارة قطاع غزة بانفراد".

في كل يوم تقريباً؛ هناك العديد من الأخبار والتقارير الإسرائيلية التي تتحدث عن إمكانية السلام مع حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية في الضفة الغربية، واعتبار أبي مازن (رجل سلام)، واعتبار حركة حماس حركة متطرفة، قادت انقلاباً على الحكم!!.

كل ذلك يخدم -داخلياً، تأجيج الصراع بين الحركتين، وإنشاء شرخ كبير لا يمكن ردمه، وحشد موالاة شعبية فلسطينية ضد حركة حماس، التي تُتَنَاسَى عمداً مواقفُها البطولية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

أما عالمياً؛ فإن هذه التقارير تزيد من حدة العداء الغربي ضد الفلسطينيين من حركة حماس؛ تدعيماً لمواصلة الحصار، ودعماً لحركة فتح وأنصارها، الذين باتوا يحصلون على دعم إسرائيلي وأمريكي وعالمي، عبر بوابة مواصَلة الخضوع والانصياع لحكومة أولمرت؛ مع أنها تعد من أضعف الحكومات التي استلمت الوزارة في تاريخ الكيان الصهيوني، وهو ما يؤكد ضعف الموالين لها!.

ابو يوسف

عدد المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 10/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى