سبيل النجاة من شؤم المعصية
صفحة 1 من اصل 1
سبيل النجاة من شؤم المعصية
للشيخ ناصر الحنيني حفضه الله
مساعد مادة العقيدة في جامعة الإمام
الحمد لله غافر الذنب، وقابل التوب شديد العقاب، الذي وسعت رحمته كل شيء، سبحانه الكريم الوهاب، الذي يقبل عباده بالليل والنهار، ولا يسد عنهم الأبواب، لا إلا هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وإليه المرجع والمآب، والصلاة والسلام على خير خلق الله، النبي المختار القائل: "لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذ هو بها قائمة عنه فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح، اللهم أنت عبدي وأنا ربك فأخطأ من شدة الفرح، وعلى آله الأطهار الأبرار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :عباد الله: من حكمة الله البالغة أنه لم يكتب العصمة لأحد من الوقوع في الذنب إلا الأنبياء ورسله، فمن ذا الذي لا يقع في معصية الله وقد قال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم".
وقد قال أيضاً: "كل بني آدم خطَّاء، وخير الخطاءين التوابون"، وأي نفس غير نفوس الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ترقى لمنزلة بحيث لا تدركها كبوة، أو لا تغلبها شهوة، أو لا ينازعها هوى، لكن مع هذا كله لا بد أن نطرح عليك سؤالاً فأجب عليه بصراحة، لأن الصراحة ومواجهة النفس ومحاسبتها بصدق هو طريق الفلاح والنجاح: من أي العصاة أنت؟؟؟؟
أخي الحبيب – وفقك الله لما يحبه ويرضاه - اعلم أن العصاة على قسمين وإن شئت فقل إن الذي يقع في المعصية أحد رجلين:
الأول: شاب تتحكم المعصية في قلبه وتسيطر على تفكيره فيخطط لها ويعمل جهده وفكره لتحصيل طريق توصل إليها، ثم يسعى لذلك بجوارحه وربما بذل جزءًا من ماله أو جاهه وهو فرح مسرور يضحك ظهراً لبطن إذا ظفر بالذنب، وحين يلقى أصحابه فهو يفاخر بما عمل، ويجاهر بما اقترف، وإن حدثته نفسه بالتوبة فإنما هو خاطر سرعان ما يزول، فهذا النوع كما يقول ابن القيم رحمه الله: هو الذي يخاف عليه أن يحال بينه وبين التوبة ولا يوفق لها.
وأما الثاني: شاب يبغض المعصية والعصاة، قد أشغل وقته في طاعة مولاه ولكن تأخذه في لحظة من اللحظات حالة ضعف بشرية فيقع في المعصية، وما إن يفارقها حتى يلتهب فؤاده ندماً وحسرة، ويرفع يديه لمولاه تائباً مستغفراً، وما إن يسمع واعظاً حتى يرتجف فؤاده، وقد بدت معصيته بين عينيه، ويظل يسأل بعد ذلك مال المخرج؟ مال الحل؟ ثم هو بعد يحتقر نفسه ويمقتها فهذا هو الذي ترجى له التوبة والمغفرة من الله جل وعلا.فاختر لنفسك أخي أي الرجلين أنت
أخي الحبيب: أنا أعلم أن الكثير تكلم عن أضرار وآثار المعاصي وأنت سمعت الكثير الكثير، ولكنني اليوم معك سوف أطرق أمراً آخر، ألا وهو مال السبيل وما الطريق للنجاة من شؤم هذه المعاصي والوقوع فيها، وما هي الأسباب المعينة على الخلاص منها:
فأقول لك
أولاً: استعظم ذنبك:
المؤمن التقي الذي يخاف مولاه ويعظمه ويستعظم ذنبه، واسمع إلى قول ذلك الصحابي الجليل وهو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حينما يصور حال المؤمن حينما يستعظم ذنبه، فيقول رضي الله عنه: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرَّ على أنفه فقال به هكذا.
ويقول بلال بن سعد رحمه الله: لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت.ثانياً: إياك ومحقرات الذنوب:
فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحقرات الذنوب كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود حتى نضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه".
خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
ثالثاً: إياك أخي والمجاهرة بالمعصية:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل ليلاً عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه".
رابعاً: التوبة النصوح الصادقة:
يقول سبحانه: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) [النور، 31]، والله سبحانه يقبل التوبة من عبده بشروطها المعروفة المعلومة في الليل والنهار وفي كل وقت ما لم يأت الموت وما لم تطلع الشمس من مغربها.
وما أجمل تلك الحكاية التي يرويها أحد العباد الزهاد، أنه رأى في بعض السكك باباً قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي، وأمه خلفه تطرده حتى خرج، فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف مفكراً، فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه ولا من يؤيه غير والدته فرجع مكسور القلب حزيناً، فوجد الباب مغلقاً فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام، فخرجت أمه فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه والتزمته تقبله وتبكي وتقول: يا ولدي أين تذهب عني؟ ومن يؤيك سواي؟ ألم أقل لك : لا تخالفني ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك وإرادتي الخير لك، ثم أخذته ودخلت.ا.هـ، نعم تذكر قوله صلى الله عليه وسلم: "لله أرحم بعباده من الوالدة بولدها".
خامساً: إذا تكرر الذنب فكرر التوبة ولا تيأس ولا تمل ولا تقنط من رحمة الله:
جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن عبداً أصاب ذنباً - وربما قال: أذنب ذنباً - فقال: رب أذنبت ذنباً، - وربما قال: أصبت – فاغفر، فقال الله علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنباً – أو أذنب ذنباً – فقال: رب أذنبت أو أصبت آخر، فاغفره، فقال: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنباً – وربما قال: أصاب ذنباً – فقال: رب أصبت – أو قال: أذنبت – آخر فغفره لي، فقال: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب، ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثلاثاً فليعمل ما شاء.
سادساً: فارق دواعي المعصية، اترك كل ما يكون سبباً ومعيناً على المعصية:
أخي الحبيب: إن كانت صحبة فلان من الناس واللقاء معه سبباً ومعيناً على المعصية، فلأفارقه قدر ما أستطيع، فإن المرء على دين خليله، إن كانت الخلوة والوحدة فلأجتنبها وأقلل منها، فإنه مدخل للشيطان، فأشغل نفسك بما ينفع، إن كان الخروج للسوق أو رؤية مشهد في التلفاز أو قراءة في مجلة أو سماع شريط هو السبب أو من دواعي المعصية، فالدليل على صدقي في ترك المعصية ترك هذه الأسباب، ولهذا يوصي النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالبعد عن أبواب المعصية وطرقها فيقول لهم: "إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بدٌ، نتحدث فيها، فقال: فإذا أبيتم إلا الجلوس فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله، قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
ولهذا كان من حكمة الله في تغريب الزاني ونفيه من بلده سنة حتى يفارق موطن المعصية وما يدعوه لها.
سابعاً: فعل الحسنة بعد السيئة:
كما قال جل وعلا: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات)[هود، 114]، وقال صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن"، ومن أعظم الأعمال الصلاة، كما قال جل وعلا: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)[العنكبوت، 45]، وليست أي صلاة، بل الصلاة التي تكون بقلب حاضرٍ خاشعٍ لربه ومولاه.
أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
منقووول من ينابيع تربوية
مساعد مادة العقيدة في جامعة الإمام
الحمد لله غافر الذنب، وقابل التوب شديد العقاب، الذي وسعت رحمته كل شيء، سبحانه الكريم الوهاب، الذي يقبل عباده بالليل والنهار، ولا يسد عنهم الأبواب، لا إلا هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وإليه المرجع والمآب، والصلاة والسلام على خير خلق الله، النبي المختار القائل: "لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذ هو بها قائمة عنه فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح، اللهم أنت عبدي وأنا ربك فأخطأ من شدة الفرح، وعلى آله الأطهار الأبرار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :عباد الله: من حكمة الله البالغة أنه لم يكتب العصمة لأحد من الوقوع في الذنب إلا الأنبياء ورسله، فمن ذا الذي لا يقع في معصية الله وقد قال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم".
وقد قال أيضاً: "كل بني آدم خطَّاء، وخير الخطاءين التوابون"، وأي نفس غير نفوس الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ترقى لمنزلة بحيث لا تدركها كبوة، أو لا تغلبها شهوة، أو لا ينازعها هوى، لكن مع هذا كله لا بد أن نطرح عليك سؤالاً فأجب عليه بصراحة، لأن الصراحة ومواجهة النفس ومحاسبتها بصدق هو طريق الفلاح والنجاح: من أي العصاة أنت؟؟؟؟
أخي الحبيب – وفقك الله لما يحبه ويرضاه - اعلم أن العصاة على قسمين وإن شئت فقل إن الذي يقع في المعصية أحد رجلين:
الأول: شاب تتحكم المعصية في قلبه وتسيطر على تفكيره فيخطط لها ويعمل جهده وفكره لتحصيل طريق توصل إليها، ثم يسعى لذلك بجوارحه وربما بذل جزءًا من ماله أو جاهه وهو فرح مسرور يضحك ظهراً لبطن إذا ظفر بالذنب، وحين يلقى أصحابه فهو يفاخر بما عمل، ويجاهر بما اقترف، وإن حدثته نفسه بالتوبة فإنما هو خاطر سرعان ما يزول، فهذا النوع كما يقول ابن القيم رحمه الله: هو الذي يخاف عليه أن يحال بينه وبين التوبة ولا يوفق لها.
وأما الثاني: شاب يبغض المعصية والعصاة، قد أشغل وقته في طاعة مولاه ولكن تأخذه في لحظة من اللحظات حالة ضعف بشرية فيقع في المعصية، وما إن يفارقها حتى يلتهب فؤاده ندماً وحسرة، ويرفع يديه لمولاه تائباً مستغفراً، وما إن يسمع واعظاً حتى يرتجف فؤاده، وقد بدت معصيته بين عينيه، ويظل يسأل بعد ذلك مال المخرج؟ مال الحل؟ ثم هو بعد يحتقر نفسه ويمقتها فهذا هو الذي ترجى له التوبة والمغفرة من الله جل وعلا.فاختر لنفسك أخي أي الرجلين أنت
أخي الحبيب: أنا أعلم أن الكثير تكلم عن أضرار وآثار المعاصي وأنت سمعت الكثير الكثير، ولكنني اليوم معك سوف أطرق أمراً آخر، ألا وهو مال السبيل وما الطريق للنجاة من شؤم هذه المعاصي والوقوع فيها، وما هي الأسباب المعينة على الخلاص منها:
فأقول لك
أولاً: استعظم ذنبك:
المؤمن التقي الذي يخاف مولاه ويعظمه ويستعظم ذنبه، واسمع إلى قول ذلك الصحابي الجليل وهو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حينما يصور حال المؤمن حينما يستعظم ذنبه، فيقول رضي الله عنه: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرَّ على أنفه فقال به هكذا.
ويقول بلال بن سعد رحمه الله: لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت.ثانياً: إياك ومحقرات الذنوب:
فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحقرات الذنوب كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود حتى نضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه".
خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
ثالثاً: إياك أخي والمجاهرة بالمعصية:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل ليلاً عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه".
رابعاً: التوبة النصوح الصادقة:
يقول سبحانه: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) [النور، 31]، والله سبحانه يقبل التوبة من عبده بشروطها المعروفة المعلومة في الليل والنهار وفي كل وقت ما لم يأت الموت وما لم تطلع الشمس من مغربها.
وما أجمل تلك الحكاية التي يرويها أحد العباد الزهاد، أنه رأى في بعض السكك باباً قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي، وأمه خلفه تطرده حتى خرج، فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف مفكراً، فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه ولا من يؤيه غير والدته فرجع مكسور القلب حزيناً، فوجد الباب مغلقاً فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام، فخرجت أمه فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه والتزمته تقبله وتبكي وتقول: يا ولدي أين تذهب عني؟ ومن يؤيك سواي؟ ألم أقل لك : لا تخالفني ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك وإرادتي الخير لك، ثم أخذته ودخلت.ا.هـ، نعم تذكر قوله صلى الله عليه وسلم: "لله أرحم بعباده من الوالدة بولدها".
خامساً: إذا تكرر الذنب فكرر التوبة ولا تيأس ولا تمل ولا تقنط من رحمة الله:
جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن عبداً أصاب ذنباً - وربما قال: أذنب ذنباً - فقال: رب أذنبت ذنباً، - وربما قال: أصبت – فاغفر، فقال الله علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنباً – أو أذنب ذنباً – فقال: رب أذنبت أو أصبت آخر، فاغفره، فقال: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنباً – وربما قال: أصاب ذنباً – فقال: رب أصبت – أو قال: أذنبت – آخر فغفره لي، فقال: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب، ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثلاثاً فليعمل ما شاء.
سادساً: فارق دواعي المعصية، اترك كل ما يكون سبباً ومعيناً على المعصية:
أخي الحبيب: إن كانت صحبة فلان من الناس واللقاء معه سبباً ومعيناً على المعصية، فلأفارقه قدر ما أستطيع، فإن المرء على دين خليله، إن كانت الخلوة والوحدة فلأجتنبها وأقلل منها، فإنه مدخل للشيطان، فأشغل نفسك بما ينفع، إن كان الخروج للسوق أو رؤية مشهد في التلفاز أو قراءة في مجلة أو سماع شريط هو السبب أو من دواعي المعصية، فالدليل على صدقي في ترك المعصية ترك هذه الأسباب، ولهذا يوصي النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالبعد عن أبواب المعصية وطرقها فيقول لهم: "إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بدٌ، نتحدث فيها، فقال: فإذا أبيتم إلا الجلوس فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله، قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
ولهذا كان من حكمة الله في تغريب الزاني ونفيه من بلده سنة حتى يفارق موطن المعصية وما يدعوه لها.
سابعاً: فعل الحسنة بعد السيئة:
كما قال جل وعلا: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات)[هود، 114]، وقال صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن"، ومن أعظم الأعمال الصلاة، كما قال جل وعلا: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)[العنكبوت، 45]، وليست أي صلاة، بل الصلاة التي تكون بقلب حاضرٍ خاشعٍ لربه ومولاه.
أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
منقووول من ينابيع تربوية
ابو المجد- عدد المساهمات : 75
تاريخ التسجيل : 15/01/2010
العمر : 36
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى