[size=24]منْ يمثِّل الأزهر اليوم؟[/size]
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
[size=24]منْ يمثِّل الأزهر اليوم؟[/size]
منْ يمثِّل الأزهر اليوم؟
[11:42مكة المكرمة ] [12/01/2010]
د. منير جمعة
بقلم: د. منير جمعة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد؛
فنحن أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما وصف الله تعالى بقوله: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ﴾ {آل عمران 110}
ولا شك أن فتوى مجمع البحوث بإباحة هذا الجدار الفولاذي من أكبر المنكر الذي لا يجوز السكوت عنه؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".
وهذه الفتوى الشاذة قد صدمت المسلمين جميعًا في أرجاء المعمورة، وهي فتوى ضالة وغريبة على الفقه الإسلامي؛ لأن كلمة (الأمن القومي) التي يتذرع بها الكثيرون كلمة شاذة في العلاقة بين المسلمين، فمجالها بين المسلمين وأعدائهم، وليس بين المسلمين وإخوانهم؛ فالمسلمون جسد واحد وأمة واحدة، أمنهم جميعًا واحد، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يدٌّ على من سواهم، فقد قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ {الحجرات 10}، وقال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالسهر والحمى" {متفق عليه}.
وليس من حق المسلم أن يضر مسلمًا آخر تحت أية ذريعة، والعقاب الجماعي من أعظم الذنوب في الإسلام، فلا ضرر ولا ضرار، وقد نقض بعض رجال قريش من غير المسلمين صحيفة المقاطعة الاقتصادية وحصار المسلمين في شِعْب أبي طالب، فما بالك بالمسلمين وعلماء المسلمين!!.
وهذه الفتوى الضالة لا شك أن علماء المجمع الأفاضل منها براء، ولا تلازم بين ضلال الفتوى، وضلال المفتي؛ فقد يكون المفتي صالحًا والفتوى غاية في الشذوذ والضلال؛ لأن العصمة لم تثبت إلا للأنبياء.
أما العلماء فيؤخذ منهم ويرد، ونحن نرى أن هذه الفتوى- كبيان سحب تقرير الدكتور محمد عمارة في الرد على المنصرين استجابة لأمر حكومي رسمي- قد صدرت باسمهم رغمًا عنهم، فهم لم يطلعوا عليها، ولهذا فإنا ندعوهم إلى إنكارها، وبيان زيفها وضلالها، حتى لا يسيء المسلمون الظن بهم، ويعدونهم من علماء السلطة، وفقهاء الشرطة، على حد وصف الشيخ محمد الغزالي رحمه الله.
فإنكار هذه الفتوى واجب شرعًا على من أصدرها، وعلى من نُسبت إليه زورًا؛ لأن سكوته لا يعد فقط إقرارًا بها، بل يعد موافقةً صريحةً على حصار المسلمين فى غزة، وقد جاء في الحديث المتفق عليه: "عُذبت امرأة في هرة أمسكتها حتى ماتت من الجوع، فلم تكن تطعمها، ولا ترسلها، فتأكل من خشاش الأرض"، فانظر إلى الحديث ولفظة "في هرة".
فما بالك بمليون ونصف المليون مسلم، يُراد لهم أن يموتوا من الحصار الجائر، الذي كان أولى بعلماء المجمع الأفاضل أن يبينوا- من تلقاء أنفسهم- إجرام من يقوم به، وأن يبينوا أيضًا حكم من يصدِّر الغاز إلى اليهود الغاصبين، وحكم من يبيح الاحتفال بمولد ما يسمونه "أبو حصيرة" في دمنهور، وهو شخصية يهودية يأتي لها اليهود من جميع بقاع الأرض، فأين الأمن القومي إذا كان اليهود يعيثون في مصر فسادًا، دون فتوى تحرم دخولهم وعبثهم؟!.
وكان الأولى بأعضاء المجمع الكرام، أن يبينوا لنا حكم تزوير الانتخابات شرعًا- وهي كارثة معروفة في مصر بالضرورة وفيها أحكام قضائية من أعلى المحاكم المصرية- وأن يُظهروا لنا حكم من يقول: نحن نؤمن بالعقيدة المسيحية أشد الإيمان!، وقد نُسب ذلك إلى المجمع في بيان رسمي، وقعه أمينه العام، ولم نر تكذيبًا منهم إلى الآن!
وبالجملة نرى أنه يجب على أعضاء مجمع البحوث الكرام الاستقالة الفورية، إذا كانوا يعجزون عن بيان الحق، فبيان الحق مهمة المجمع الأولى، فإذا عجزوا عنها، فإنه لا يجوز لهم الاستمرار في هذا المجمع لحظة واحدة، فقد انتهت مهمتهم، ولم يعد لوجودهم حاجة، فلا ينبغوا أن يكونوا ستارًا لغيرهم من أصحاب القرار، لقوله تعالى:﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ﴾ {هود 113}، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا لا يمنعن رجلاً هيبة الناس، أن يقول بحق إذا علمه" {رواه الترمذي، وابن ماجة، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، حديث رقم (2751)}.
والعلماء الربانيون هم ميزان الحق في الأرض، فأولى بهم أن يدوروا مع الحق حيث دار، وأن يقتدوا بكبار أئمة الهدى، الذين كانوا يواجهون الظالمين، والمستبدين على مر العصور؛ ليدخلوا فيمن قال عنهم رب العزة سبحانه: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا﴾ {الأحزاب 39}.
وريث العز بن عبد السلام
وأريد أن أنقل للقراء الكرام خواطر كانت تعتمل في نفسي منذ فترة والألم يعتصرني، وأخشى أن يظن بعض العلماء الكرام أني أنتقص منهم والعياذ بالله؛ بل المراد نقد المواقف لا الأشخاص، وبيان الحق الذي يلتبس اليوم بالباطل في أذهان بعض الناس، فالمتابع لما يصدر عن المؤسسات الأزهرية المختلفة من فتاوى ومواقف، لا يختلف اثنان ولا ينتطح عنزان في مجانبتها الصواب، يسأل نفسه: هل هذه الفتاوى تمثل الأزهر؟ والإجابة واضحة، فإن الحق أبلج!، فإذا اتفقنا على أنها لا تمثل إلا أصحابها الرسميين، فمنْ يمثل الأزهر اليوم في العالم؟ ويلتفت الباحث يُمنة ويُسرة فلا يرى حقيقًا بهذا التمثيل سوى رجل جبل، وجبهة علماء مجاهدة!؛ فأما الرجل فهو الإمام يوسف القرضاوي جزاه الله خير الجزاء، وحفظه للأمة والعلم والأزهر ذخرًا، فصوته الشريف اليوم مصدر فخار للأمة جميعًا، وهو بفضل الله علم الأعلام في هذا العصر، ووريث سلطان العلماء وبائع الأمراء العز بن عبد السلام في علمه ومواقفه جميعًا!
ولذا فإني- وأنا تلميذه الأزهري الصغير- أدعوه صادقًا إلى أن يستقيل فورًا من عضويته (من الخارج) في مجمع البحوث؛ فهو ليس بحاجة إلى تلك العضوية على الإطلاق، فصوته الذي يهدر بالحق أقوى من المجمع في ضمير المسلمين ألف مرة، والمجمع- بصورته الحالية- مقيد بقيود حديدية، تمنع المصلحين فيه (وهم كُثُر) من أن يكون لهم أي تأثير!، كما أن قيادته للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- بمهامه الجسام- تكفيه وتغنيه عن غيره.
صوت الأزهر الأصيل
وأما الجبهة، فهي جبهة علماء الأزهر التي حملت على كاهلها شرف الدفاع عن قضايا الأمة، وعبء التصدي للفتاوى والمواقف الشاذة التي تصدر من هنا وهناك، وإني من هذا المنبر أرسل لها تحية واجبة باسم المسلمين جميعًا- إن جاز لي التعبير عنهم- على رفعها للواء الحق، فعلى الرغم من منعها من ممارسة نشاطها قانونًا منذ سنوات، فإنها لم تتوقف عن متابعة شئون المسلمين، وإصدار الفتاوى المؤيدة بالأدلة الساطعة في بيان حكمها الشرعي، كما حدث في أثناء الحرب الصهيونية الأخيرة؛ حيث توالت بيانات الجبهة القوية فضحًا للمتخاذلين والمسوغين للعدوان، ودعوةً إلى الجهاد وفتح معبر رفح.
كما كان لها موقفها الحاسم في موضوع تصدير الغاز للكيان الصهيوني؛ حيث رأته من أكبر الجرائم والخيانات، ودعت العمال والمهندسين الذين يعملون فيه إلى ترك هذا العمل فورًا؛ لأنه حرام شرعا، وهو الموقف الذي اتخذته من بناء جدار العار الأخير أيضًا.
وبصرف النظر عن عدد أعضاء هذه الجبهة- الذي لا أعرفه- وعن إدارتها الحالية (هل رئيسها لا يزال الدكتور محمد البري، وأمينها العام الدكتور يحيى إسماعيل)؛ فقد أصبحت بحق صوت الأزهر الأصيل، وهي أولى دون شك بأن تكون ممثل الأزهر في العالم اليوم؛ بعد أن ابتعدت المؤسسات الأزهرية الحالية عن الحق الذي نعرفه في أكثر المواقف الفاصلة، وانشغلت بأمور أخرى عجيبة مثل محاربة الختان وحظر النقاب وتوحيد الأذان... إلخ، ولا ندرى إلام يصلون؟
سوف نرى إذا انجلى الغبار *** أفرس تحتك أم حمار
والرجال يُعرَفون بالحق، ولا يُعرَف الحق بالرجال، والفتن إذا أقبلت لا يعرفها إلا العقلاء، فإذا أدبرت عرفها كل أحد.
وتحية في الختام لكل صوت حر شريف يصدع بالحق، ويسبح ضد تيار الباطل الذى يظن أنه على شيء وهو أوهى من بيت العنكبوت، والعار كل العار للمتخاذلين والمرجفين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
-------------
* عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
[11:42مكة المكرمة ] [12/01/2010]
د. منير جمعة
بقلم: د. منير جمعة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد؛
فنحن أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما وصف الله تعالى بقوله: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ﴾ {آل عمران 110}
ولا شك أن فتوى مجمع البحوث بإباحة هذا الجدار الفولاذي من أكبر المنكر الذي لا يجوز السكوت عنه؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".
وهذه الفتوى الشاذة قد صدمت المسلمين جميعًا في أرجاء المعمورة، وهي فتوى ضالة وغريبة على الفقه الإسلامي؛ لأن كلمة (الأمن القومي) التي يتذرع بها الكثيرون كلمة شاذة في العلاقة بين المسلمين، فمجالها بين المسلمين وأعدائهم، وليس بين المسلمين وإخوانهم؛ فالمسلمون جسد واحد وأمة واحدة، أمنهم جميعًا واحد، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يدٌّ على من سواهم، فقد قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ {الحجرات 10}، وقال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالسهر والحمى" {متفق عليه}.
وليس من حق المسلم أن يضر مسلمًا آخر تحت أية ذريعة، والعقاب الجماعي من أعظم الذنوب في الإسلام، فلا ضرر ولا ضرار، وقد نقض بعض رجال قريش من غير المسلمين صحيفة المقاطعة الاقتصادية وحصار المسلمين في شِعْب أبي طالب، فما بالك بالمسلمين وعلماء المسلمين!!.
وهذه الفتوى الضالة لا شك أن علماء المجمع الأفاضل منها براء، ولا تلازم بين ضلال الفتوى، وضلال المفتي؛ فقد يكون المفتي صالحًا والفتوى غاية في الشذوذ والضلال؛ لأن العصمة لم تثبت إلا للأنبياء.
أما العلماء فيؤخذ منهم ويرد، ونحن نرى أن هذه الفتوى- كبيان سحب تقرير الدكتور محمد عمارة في الرد على المنصرين استجابة لأمر حكومي رسمي- قد صدرت باسمهم رغمًا عنهم، فهم لم يطلعوا عليها، ولهذا فإنا ندعوهم إلى إنكارها، وبيان زيفها وضلالها، حتى لا يسيء المسلمون الظن بهم، ويعدونهم من علماء السلطة، وفقهاء الشرطة، على حد وصف الشيخ محمد الغزالي رحمه الله.
فإنكار هذه الفتوى واجب شرعًا على من أصدرها، وعلى من نُسبت إليه زورًا؛ لأن سكوته لا يعد فقط إقرارًا بها، بل يعد موافقةً صريحةً على حصار المسلمين فى غزة، وقد جاء في الحديث المتفق عليه: "عُذبت امرأة في هرة أمسكتها حتى ماتت من الجوع، فلم تكن تطعمها، ولا ترسلها، فتأكل من خشاش الأرض"، فانظر إلى الحديث ولفظة "في هرة".
فما بالك بمليون ونصف المليون مسلم، يُراد لهم أن يموتوا من الحصار الجائر، الذي كان أولى بعلماء المجمع الأفاضل أن يبينوا- من تلقاء أنفسهم- إجرام من يقوم به، وأن يبينوا أيضًا حكم من يصدِّر الغاز إلى اليهود الغاصبين، وحكم من يبيح الاحتفال بمولد ما يسمونه "أبو حصيرة" في دمنهور، وهو شخصية يهودية يأتي لها اليهود من جميع بقاع الأرض، فأين الأمن القومي إذا كان اليهود يعيثون في مصر فسادًا، دون فتوى تحرم دخولهم وعبثهم؟!.
وكان الأولى بأعضاء المجمع الكرام، أن يبينوا لنا حكم تزوير الانتخابات شرعًا- وهي كارثة معروفة في مصر بالضرورة وفيها أحكام قضائية من أعلى المحاكم المصرية- وأن يُظهروا لنا حكم من يقول: نحن نؤمن بالعقيدة المسيحية أشد الإيمان!، وقد نُسب ذلك إلى المجمع في بيان رسمي، وقعه أمينه العام، ولم نر تكذيبًا منهم إلى الآن!
وبالجملة نرى أنه يجب على أعضاء مجمع البحوث الكرام الاستقالة الفورية، إذا كانوا يعجزون عن بيان الحق، فبيان الحق مهمة المجمع الأولى، فإذا عجزوا عنها، فإنه لا يجوز لهم الاستمرار في هذا المجمع لحظة واحدة، فقد انتهت مهمتهم، ولم يعد لوجودهم حاجة، فلا ينبغوا أن يكونوا ستارًا لغيرهم من أصحاب القرار، لقوله تعالى:﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ﴾ {هود 113}، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا لا يمنعن رجلاً هيبة الناس، أن يقول بحق إذا علمه" {رواه الترمذي، وابن ماجة، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، حديث رقم (2751)}.
والعلماء الربانيون هم ميزان الحق في الأرض، فأولى بهم أن يدوروا مع الحق حيث دار، وأن يقتدوا بكبار أئمة الهدى، الذين كانوا يواجهون الظالمين، والمستبدين على مر العصور؛ ليدخلوا فيمن قال عنهم رب العزة سبحانه: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا﴾ {الأحزاب 39}.
وريث العز بن عبد السلام
وأريد أن أنقل للقراء الكرام خواطر كانت تعتمل في نفسي منذ فترة والألم يعتصرني، وأخشى أن يظن بعض العلماء الكرام أني أنتقص منهم والعياذ بالله؛ بل المراد نقد المواقف لا الأشخاص، وبيان الحق الذي يلتبس اليوم بالباطل في أذهان بعض الناس، فالمتابع لما يصدر عن المؤسسات الأزهرية المختلفة من فتاوى ومواقف، لا يختلف اثنان ولا ينتطح عنزان في مجانبتها الصواب، يسأل نفسه: هل هذه الفتاوى تمثل الأزهر؟ والإجابة واضحة، فإن الحق أبلج!، فإذا اتفقنا على أنها لا تمثل إلا أصحابها الرسميين، فمنْ يمثل الأزهر اليوم في العالم؟ ويلتفت الباحث يُمنة ويُسرة فلا يرى حقيقًا بهذا التمثيل سوى رجل جبل، وجبهة علماء مجاهدة!؛ فأما الرجل فهو الإمام يوسف القرضاوي جزاه الله خير الجزاء، وحفظه للأمة والعلم والأزهر ذخرًا، فصوته الشريف اليوم مصدر فخار للأمة جميعًا، وهو بفضل الله علم الأعلام في هذا العصر، ووريث سلطان العلماء وبائع الأمراء العز بن عبد السلام في علمه ومواقفه جميعًا!
ولذا فإني- وأنا تلميذه الأزهري الصغير- أدعوه صادقًا إلى أن يستقيل فورًا من عضويته (من الخارج) في مجمع البحوث؛ فهو ليس بحاجة إلى تلك العضوية على الإطلاق، فصوته الذي يهدر بالحق أقوى من المجمع في ضمير المسلمين ألف مرة، والمجمع- بصورته الحالية- مقيد بقيود حديدية، تمنع المصلحين فيه (وهم كُثُر) من أن يكون لهم أي تأثير!، كما أن قيادته للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- بمهامه الجسام- تكفيه وتغنيه عن غيره.
صوت الأزهر الأصيل
وأما الجبهة، فهي جبهة علماء الأزهر التي حملت على كاهلها شرف الدفاع عن قضايا الأمة، وعبء التصدي للفتاوى والمواقف الشاذة التي تصدر من هنا وهناك، وإني من هذا المنبر أرسل لها تحية واجبة باسم المسلمين جميعًا- إن جاز لي التعبير عنهم- على رفعها للواء الحق، فعلى الرغم من منعها من ممارسة نشاطها قانونًا منذ سنوات، فإنها لم تتوقف عن متابعة شئون المسلمين، وإصدار الفتاوى المؤيدة بالأدلة الساطعة في بيان حكمها الشرعي، كما حدث في أثناء الحرب الصهيونية الأخيرة؛ حيث توالت بيانات الجبهة القوية فضحًا للمتخاذلين والمسوغين للعدوان، ودعوةً إلى الجهاد وفتح معبر رفح.
كما كان لها موقفها الحاسم في موضوع تصدير الغاز للكيان الصهيوني؛ حيث رأته من أكبر الجرائم والخيانات، ودعت العمال والمهندسين الذين يعملون فيه إلى ترك هذا العمل فورًا؛ لأنه حرام شرعا، وهو الموقف الذي اتخذته من بناء جدار العار الأخير أيضًا.
وبصرف النظر عن عدد أعضاء هذه الجبهة- الذي لا أعرفه- وعن إدارتها الحالية (هل رئيسها لا يزال الدكتور محمد البري، وأمينها العام الدكتور يحيى إسماعيل)؛ فقد أصبحت بحق صوت الأزهر الأصيل، وهي أولى دون شك بأن تكون ممثل الأزهر في العالم اليوم؛ بعد أن ابتعدت المؤسسات الأزهرية الحالية عن الحق الذي نعرفه في أكثر المواقف الفاصلة، وانشغلت بأمور أخرى عجيبة مثل محاربة الختان وحظر النقاب وتوحيد الأذان... إلخ، ولا ندرى إلام يصلون؟
سوف نرى إذا انجلى الغبار *** أفرس تحتك أم حمار
والرجال يُعرَفون بالحق، ولا يُعرَف الحق بالرجال، والفتن إذا أقبلت لا يعرفها إلا العقلاء، فإذا أدبرت عرفها كل أحد.
وتحية في الختام لكل صوت حر شريف يصدع بالحق، ويسبح ضد تيار الباطل الذى يظن أنه على شيء وهو أوهى من بيت العنكبوت، والعار كل العار للمتخاذلين والمرجفين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
-------------
* عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
جمال شعير- عدد المساهمات : 60
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
العمر : 41
موضوع جميل
ربنا يكرمك يا بشمهندس وخصوصا فى هذا الزمن تتلاطم فيه الأحداث ويخرج كل واحد من هنا أو هناك ليقول شئ باسم الدين بل ويصدر فتوى بذلك
جزاكم الله خيرا مع مزيد من التقدم
محمد رحيم- عدد المساهمات : 67
تاريخ التسجيل : 03/01/2010
العمر : 38
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى