شباب كفركلا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كن رجلا إن أتوا بعــده ... يقولون: مر، وهــذا الأثر

اذهب الى الأسفل

كن رجلا إن أتوا بعــده ... يقولون: مر، وهــذا الأثر Empty كن رجلا إن أتوا بعــده ... يقولون: مر، وهــذا الأثر

مُساهمة  الحجاج2 الإثنين 1 فبراير 2010 - 23:56

أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها؟!:إن لحظة الالتزام بالدعوة هي نقطة الانعطاف الكبرى، وبداية العمر الحقيقي:إنها ميلاد من رحم الفوضوية والعفوية والصيحات البدوية إلى رحاب العمل التراكمي الهادي الهادئ الموزون..ومن ضيق الفردية والانكماش والتقوقع إلى سعة الجماعة وفقه المخالطة وفن المشاركة..ومن هم الزوجة والولد والدينار إلى هم الدعوة وتعميق المسار.. ومن ظلمات التيه والشقاء والنكد إلى أنوار السعادة والراحة والسكينة..ومن أهداف قريبة صغيرة محدودة هزيلة حقيرة إلى صناعة الحياة وتحريك العالم..!



قـلت: الحيـاة هي التـحرك لا السكـون ولا الهمـود
وهي التـفاعل والتـطـور لا التـحجـر والجـمـود
وهي الجـهـاد، وهل يجـاهـد من تـعلق بـالقـعود
وهي الشعور بالانـتـصار ولا انـتـصار بلا جـهود
وهي التـلـذذ بالمتـاعـب لا التـلـذذ بـالـرقـود..!

ولن تذوق حلاوة الحياة وطعم السعادة في السكون و الخمول والخمود:

قالوا: السعادة في السكون وفي الخمـول وفي الخمود
في العيـش بيـن الأهـل لا عيـش المهاجر والطريـد
في لقمـة تأتـي إليـك بغيـر ما جـهـد جـهـيـد
في المشي خلف الركب في دعـة وفي خطـو وئـيـد
في أن تـقـول كمـا يقـال فـلا اعتـراض ولا ردود
في أن تـسيـر مع القطيـع وأن تـقـاد ولا تـقـود
في أن تـصيـح لكل وال عاش عـهـدكـم المـجـيـد
في أن تـعيـش كما يراد ولا تـعيـش كمـا تـريـد‍..

يقول الشهيد سيد قطب:الذي فهم ظلما وزورا بأنه يدعو إلى العنف و تكفير المجتمع واعتزاله والاستعلاء عليه في رسالته الرائعة أفراح الروح: عندما نعيش لذواتنا فحسب ، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة ، تبدأ من حيث بدأنا نعي ، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود ..أما عندما نعيش لغيرنا ، أي عندما نعيش لفكرة ، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة ، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض !…

إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة ، حينما نعيش للآخرين ، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين ، نضاعف إحساسنا بحياتنا ، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية !.

حين نعتزل الناس لأننا نحس أننا أطهر منهم روحا ، أو أطيب منهم قلبا ، أو أرحب منهم نفسا أو أذكى منهم عقلا لا نكون قد صنعنا شيئا كبيرا … لقد اخترنا لأنفسنا أيسر السبيل وأقلها مؤونة !.

إن العظمة الحقيقية : أن نخالط هؤلاء الناس مشبعين بروح السماحة والعطف على ضعفهم ونقصهم وخطئهم وروح الرغبة الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهم ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما نستطيع !. إنه ليس معنى هذا أن نتخلى عن آفاقنا العليا ومثلنا السامية أو أن نتملق هؤلاء الناس ونثني على رذائلهم أو أن نشعرهم أننا أعلى منهم أفقا .. إن التوفيق بين هذه المتناقضات وسعة الصدر لما يتطلبه هذا التوفيق من جهد : هو العظمة الحقيقية !.

همة منحطة:

يروي الرواة أن الحطيئة هجا الزبرقان بقصيدة قال فيها:
دعِ المكارم لا ترحل لبُغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي ..!
فجاء الزبرقان يشكو ويتهمه بأنه هجاه ، قال عمر: ما أسمع هجاءً ولكنها معاتبةٌ؛ فقال الزبرقان: أو ما تبلغ مروءتي إلا أن آكل وألبس! فقال عمر: عليَّ بحسان، فجيء به فسأله؛ فقال: لم يهجه ولكن سلح عليه. ويقال: إنه سأل لبيداً عن ذلك فقال: ما يسرني أنه لحقني من هذا الشعر ما لحقه وأن لي حمر النعم، فأمر به عمر فحُبِس.

فانظر كيف كانت همَّة الطعام والشراب معيبة، وعارا لا يفارق صاحبه، وسُبة في جبينه تلزمه أبد الدهر حتى الموت!!

غاية وهمة عرفجية:

رجل سُمع يدعو قائلا ً : اللهم أمتني ميتة ( عرفجة ) فظن أن الرجل مات شهيدا ً ، أو عاش سديدا ً ، أو لقي الله صائما ً أو قائما ً فقابله بفعل حميد ، فسأله سائل : ومن عرفجة هذا ؟ وكيف مات ؟ فأجابه : هذا رجل أكل لحما ً مشويا ً ، وشرب ماء نميرا ً طيبا ً ، ونام في الشمس ، فمات شبعان ريان دفآن ، فما أحسنها من ميتة ..!


وانظر بعدها إلى همم الناس حولك، هل تجدها اليوم إلا في زوجة حسناء وحلم بقصر مشيد ونزهة ومتعة وأكلة وشربة؟! هل ترى أكثرهم إلا حافظي أموال ومضيعي دين!! في دائرة الهجاء يدورون وداخل حلقة الذمِّ مُحاصرون؟!

أما أنت .. فالحمد لله الذي عافاك، حملت أشرف هم وأجل غاية، فهَمُّك دعوتك، وشغلك رسالتك، ويحق لك أن تفرح بذلك وتفخر بذلك وتصدح في العالمين بذلك..!:

نبي الهدى قد جفونا الكرى ... وعِفنا الشهي من المطعم
نهضنا إلى الله نجلو السرى ... بروعة قرآنه المنزل.

قالوا: السعادة فـي الغنـى فأخو الثـراء هو السعيـد

الأصـفـر الـرنـان في كفـيـه يلـوي كل جـيـد

قلت: الغنـى في النـفس وهو لعمرك العيـش الرغيـد

قـالوا: السعادة فـي النـفوذ وسلطـة الجـاه العتيـد

مـن كالأميـر وكالوزيـر وكالمـديـر وكـالعميــد؟

يرنـو إلـى مـن دونـه فيـسابـقون لمـا يـريـد

وإذا رأى رأيـاً فـذلك وحـده الـرأي الـرشـيــد

قالوا: السعادة في الـغرام الحلو… في خصـر وجيـد

في نرجس العيـن الضحوك وفي الورود على الخـدود

في ليـلة قـمراء ليس بها سـوى الشـهب الشـهود

فيـها التـناجي يـستـطاب كـأنـه وتــر وعـود

قـلـت: الغـرام خـرافـة كبـرى وأحـلام شـرود

هـو فـكـرة بـلهاء أو نزعات شيـطان مـريـد

قل: للـذي يبـغي السعـادة هل علمـت من السعيـد؟

إن السعـادة: أن تـعـيـش لفـكرة الحـق التـليـد

لعقـيـدة كـبـرى تـحـل قضيـة الكـون العتـيـد

وتـجيـب عما يسأل الحيران فـي وعــي رشـيـد

من أيـن جئت؟ وأيـن أذهب؟ لم خلقت؟ وهل أعـود؟

فتشيـع في النفس اليـقيـن وتـطرد الشك العنـيـد

وتـعلم الفـكـر السـوي وتـصنـع الخـلق الحميـد

وتـرد للنـهـج المـسدد كل ذي عــقــل شـرود

تـعطـي حيـاتـك قيـمة رب الحيـاة بـها يـشيـد

ليـظل طـرفـك رانـيـا في الأفـق للهدف البـعيـد

فتـعيـش في الدنيا لأخـرى لا تـزول ولا تـبـيـد

وتـمد أرضـك بـالسمـاء وبالمـلائـكة الـشهـود

وتـريـك وجـه الله فـي مـرآة نـفـسك والوجـود

أثر.. مع قافلة الهجرة: ونكتب ما قدموا وآثارهم..!

كل مسلم مطالب بإبداء أثر في هذا الاستدراك، والمشاركة فيه بنوع من الخير، حسب استطاعته، ولا معنى لحياة امرئ سلبي، يرتع في هذه الدنيا: أكلا وشربا وتلذذا بالنساء، والمفكرون من حوله لا يحاول أن يبدي موقفه منهم، والسياسيون عن يمينه وشماله بين صالح وطالح يصطرعون وهو يتفرج.

قال الرافعي: إن لم تزد شيئا على الدنيا: كنت أنت زائدًا على الدنيا..!

وكن رجلا إن أتوا بعــده ... يقولون: مر، وهــذا الأثر

وما نحسب أن الهمم تتعاقد على أقل من هذا: أن يكون لك أثر يطبعه قدمك مع الركب السائر، يمنحك حقا في العجب معنا من: مصلين، أكتافهم في المساجد بأكتافنا، مازالوا يتأخرون عن المسير مع قافلتنا، ويسألون عن وجهتنا، وربما يتشككون، وما دروا أن قد سبقهم من سبق، وأن قد جد الرعيل في الرحيل، وإن المتأخر في الالتحاق: متأخر في الفضل.

أنشــأت أسألـه عن حـال رفقته...فقال حـي، فإن الركب قد نصبا
يقول الشيخ الراشد:..وقد كنت في الأيام الخوالي ألاطف إخواني فأفتش على أحذيتهم..! ليس على نظافتها وصبغها ورونقها كالتفتيش العسكري، بل على استهلاكها وتقطعها والغبار الذي عليها،وأقلبها فأرى النعل،فمن كان أسفل حذائه مهترئا تالفا فهو الناجح،وأقول له:شاهدك معك:حذاؤك يشهد لك أنك تعمل وتغدو في مصالح الدعوة وتروح وتطبق قاعدةSadوجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين،اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون)..وبكثرة حركتك تلف حذاؤك،فأنت المجتاز المرضي عندي..!

أرى التفكير أدركه خمول...ولم تعد العزائم في اشتعال

وأصبح وعظنا من غير سحر...ولا نور يطل من المقال

وعند الناس فلسفة وفكر...ولكن أين تلقين الغزالي

وجلجلة الآذان بكل صوت...ولكن أين صوت من بلال

منابركم علت في كل حي...ومسجدكم من العباد خال..!

الهدهد ...ذو الهمة العالية:

هذا هدهد سليمان لما غاب في جولة من جولاته فاجأه منظر:أناس يسجدون للشمس من دون الله،فيرجع إلى سليمان..فيعرض الفساد الاجتماعي:وجدت امرأة تملكهم..!وحلل سبب ذلك:وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم..وعرض الفساد العقائدي:وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله..وحلل وعلل:وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون..ثم أردف متعجبا:ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون..!

سبحان الله ..هدهد يسبقنا.. ويقود أمة إلى طريق الحق والقوة والحرية...!

امرأة تحيي أمة:

المرأة:اسمها ميسون..والمكان:دمشق..والزمان:يوم من أيام سنة:607 ..والمحنة:هجوم الصليبيين كالطوفان المدمر.. ومحنتها:استشهاد إخوتها الأربعة في جهادهم المقدس..

ماذا يمكن أن تفعل امرأة عزلاء في مواجهة هذه الجحافل..؟

نعم...امرأة وحدها..لكنها امرأة صاغها الإيمان خلقا آخر..فقلبت الموازين،وأدارت دفة الأمور..وغيرت مجرى الأحداث..وحركت الحياة،وصنعت التاريخ..!

جمعت النساء اللاتي حضرن يواسينها ويعزينها وقالت لهم:إننا لم نخلق رجالا نحمل السيوف..ولكن إذا جبن الرجال وأخلدوا إلى الأرض..وتمرغوا في الوحل والطين..هذا والله شعري،أثمن ما أملك،أنزل عنه أجعله قيدا لفرس تقاتل في سبيل الله،لعلي أحرك به هؤلاء الأموات..!

وأخذت المقص فجزت شعرها..وصنع النساء صنيعها..ثم جلسن يضفرنه لجما وقيودا لخيل المعركة الفاصلة،لا يضفرنه ليوم زفاف أو ليلة عرس..!..وأرسلن هذه القيود واللجم إلى خطيب الجامع الأموي سبط ابن الجوزي،فحمله إلى الجامع يوم الجمعة..وقعد في المقصورة..وحبس هذه اللجم والقيود بين يديه،والدمع يترقرق من عينيه..ووجهه ممتقع شاحب،..ثم قام وخطب خطبة حروفها من نار..تلذع أكباد من يسمعها..وكلماتها سجر..فكانت إحدى المعجزات البلاغية الساحرة الباهرة التي يهدر بها كل عصر مرة لسان محدث،أو يمشي بها قلم ملهم..كرامة من الكرامات وواحدة من خوارق العادات،وإنما حفظ الرواة جملا منها نقلوها إلى لسان الأرض..وكان مما حفظوا:

يا ويحكم..أما يؤلمكم ويشجي نفوسكم مرأى عدو الله وعدوكم..يخطو على أرضكم التي سقيت بالدماء الزكية الطاهرة..يذلكم ويتعبدكم..وأنتم كنتم السادة والقادة..؟!

أما يهز قلوبكم وينمي حماستكم،أن إخوانا لكم قد أحاط بهم العدو،وسامهم ألوان الخسف..؟

أفتأكلون وتشربون وتنعمون وإخوانكم هناك يتسربلون باللهب ويخوضون النار..وينامون على الجمر..؟!

يا أيها الناس:إنها قد دارت رحى الحرب،ونادى منادي الجهاد..وتفتحت أبواب السماء،فإن لم تكونوا من فرسان الحرب فأفسحوا الطريق للنساء يدرن رحاها،واذهبوا فخذوا المجامر والمكاحل.. أولا... فإلى الخيول،وهاكم لجمها وقيودها..أتدرون مم صنعت..؟

لقد صنعنها النساء من شعورهن..لأنهن لا يملكن غيرها يساعدن به فلسطين..

هذه والله ضفائر المخدرات التي لم تكن تبصرها عين الشمس صيانة وحياء وحفظا..قطعنها..لأن تاريخ الحب قد انتهى...وابتدأ تاريخ الجهاد المقدس..فإذا لم تقدروا على الخيول تقيدونها بها،فخذوها فاجعلوها لكم ذوائب وضفائر..إنها من شعور النساء..ألم يبق في نفوسكم شعور..؟!

وألقاها من فوق المنبر على رؤوس الناس وصرخ:

تصدعي يا قبة النسر..وميدي يا عمد المسجد..وانقضي يا رجوم..لقد أضاع الرجال رجولتهم..!

فصاح الناس صيحة ما سمعوا مثلها..ووثبوا يطلبون الموت ويصنعون الشهادة..

فجاء النصر والفتح على يد امرأة واحدة أيقضت أمة نائمة..بل خامدة هامدة جامدة..ونفخت فيها الروح والحياة..!

ونحن نقول اليوم:

إن التمكين للدعوة ..وتحرير المسجد الأقصى..ونصرة قضايا الأمة..لا يتم إلا بإيجاد نساء شبيهات بميسون..ورجال من أمثال سبط ابن الجوزي..وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب..

فإن قعدنا عن تربية هذه النماذج..أثمنا..وأخرنا ساعة النصر..ووجهنا رصاصة غادرة لصدور إخواننا العارية..وإن إيثارنا القعود مع العيال وجمع الأموال على الدعوة و البذل والعطاء والوفاء..لهو أعظم يد عون نقدمها للأعداء..وإن اعتزالنا في خلوات التعبد وإيثار السلامة عن غشيان الخلق والأخذ بنواصيهم إلى طريق الحق..لهو بذور محنة جديدة هي أشد وأعظم وأنكى..نزرعها لتجني لظاها أجيال الدعوة القادمة..

فلتسرج خيول الدعوة...وللنفض غبار النوم عنا..!


همة أبطال قافلة شريان الحياة:

درس في علو الهمة والتضحية وعشق الحرية نأخذه من البطل:جورج جالاوي الذي قاد قافلة شريان الحياة ..ودخلوا غزة العزة وعليهم آثار الدماء وغبار المعركة..ومكثوا أياما صابرين مصابرين مرابطين..بل متحدين العوائق والمثبطات..هؤلاء على كفرهم يناصرون غزة ويفكون الحصار ويحطمون جدار العار:

تبلد في الناس حس الكفاح

ومالوا لكسب وعيش رتيب

يكاد يزعزع من همتي

سدور الأمين وعزم المريب..!

يقول الإمام المجدد الشهيد: أما.. الذي ينام ملء جفنيه ويأكل ملء ماضغيه، ويضحك ملء شدقيه، ويقضي وقته لاهيًا لاعبًا عابثًَا ماجنًا، فهيهات أن يكون من الفائزين أو يُكتب في عداد المجاهدين.

الحجاج2

عدد المساهمات : 34
تاريخ التسجيل : 21/01/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى